
في عالم التعليم، استخدمت “ماريا مونتسوري” منهجًا فريدًا ومبتكرًا يعتمد على مبادئ البحث العلمي لدراسة تطور الأطفال ومتطلباتهم التعليمية. تمثلت رؤية مونتسوري في تصميم منهج تعليمي يراعي التنوع والاحتياجات الفردية لكل طفل. وتكمن أساسيات هذا النهج في توفير بيئة تعليمية تحفز الطفل وتحقق تطوره الذاتي، وذلك من خلال توفير مواد تعليمية طبيعية تثير اهتمامه وفضوله.
تعتمد مونتسوري على فكرة أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما يكونوا في بيئة طبيعية تمكنهم من استكشاف العالم من حولهم والتفاعل معه. ولذلك، توفر المنهجية المونتسوري وسائل تعليمية ملائمة تجعل الأطفال يشعرون بالرغبة في التعلم والاكتشاف.
من خلال استخدام المواد التعليمية الطبيعية والمثيرة، يتم تحفيز الطفل للاستكشاف والتجربة الخاصة به. فعندما يكون للطفل فرصة للعب والتعلم بطرق تناسبه، يتم تعزيز نموه الشخصي وتطوير قدراته الذاتية بشكل فعال.
باستخدام منهجية مونتسوري ومبدأ اللعب، يمكن للأطفال أن يتعلموا بمتعة وسعادة، حيث يكتشفون العالم من حولهم ويطورون مهاراتهم الحركية والاجتماعية والعقلية بشكل شامل. تلك البيئة التعليمية المشوقة والمندمجة مع اللعب تساعد الطفل على تحقيق إمكاناته الكاملة وتوفر له تجربة تعليمية ممتعة وذات قيمة على المستوى الشخصي والأكاديمي.
في نهج المنهج المنتسوري، يتم تطبيق قاعدة هامة تقول “يساعد النظام الخارجي في بناء النظام الداخلي”. يتم تجسيد هذه القاعدة في الفصول عن طريق تجهيز أدوات التعليم وفقًا للمواضيع التعليمية المختلفة. يتم تنظيم هذه الأدوات بطريقة تسهل تقديمها من السهل إلى الصعب، وذلك لتعزيز تعلم الطفل بشكل فعال وتوجيهه وفقًا لاحتياجاته الطبيعية.

ماريا مونتيسوري، المدرسة والمربية الشهيرة عالميًا، كانت شخصية قوية تعتمد المنهج العلمي في التعليم. قامت بالاستناد إلى الملاحظة والتجارب والبحث العلمي لفهم تطور الأطفال وآليات تعليمهم.
ولدت في مدينة كيارافالي في إيطاليا عام 1870، واشتهرت بأعمالها حتى تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام ثلاث مرات. توفيت في هولندا عام 1952. اهتمت بدراسة أعمال الأطباء جان إيتارد وإدوارد سيجوان، اللذين اشتهروا بأبحاثهم حول الأطفال ذوي الإعاقات. كما تأثرت بأعمال يوهان هاينريش بستالوتزي وفريدريك فروبل وجان جاك روسو الذي دعا إلى إعادة الطفل إلى الطبيعة.
اعتمدت مونتيسوري فكرة تعليم الطفل وفقًا لميوله وتطويره روحيًا وفكريًا وحركيًا من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة. أسست مدرسة خاصة تدعى “أورتوفرينكا” وعملت كمديرة لها لمدة سنتين، حيث قامت بتطبيق مبادئ سيجوان في تعليم الأطفال ذوي الإعاقات العقلية وحققت نجاحًا ملحوظًا.
وجدت مونتيسوري أن هناك أخطاء كبيرة في أساليب تعليم الأطفال الأقل قدرة، وأثناء إعجاب الناس بنجاح تلاميذها ذوي الاحتياجات الخاصة، شعرت بالدهشة لدفعة الأطفال العاديين إلى مستويات تعليمية ضعيفة. وبناءً على ذلك، وجدت أنه إذا تم تطبيق الأساليب التي نجحت مع المعاقين على الأطفال العاديين، فإن النجاح سيكون مضمونًا. وهكذا، قامت بالبحث الشامل في هذا المجال من جميع الجوانب.

دعونا نستكشف بعض الجوانب الرئيسية لمنهج مونتيسوري التعليمي بأسلوب وطريقة مختلفة:
- في الأساس، تتميز أفكار مونتيسوري بالتوازن المثالي بين العقلانية والعملية، حيث تجمع بين النظرية والتطبيق العملي بشكل فريد.
- يتميز المنهج بالاهتمام البالغ بحرية الطفل في اتخاذ القرارات والحركة، وعدم التقليد المباشر. فالطفل يتمتع بحرية اختيار مسار تعلمه وحركته والتعبير عن ذاته بطرق فردية.
- من خلال إعداد بيئة ملائمة، يمكننا التحكم فيما يتعلمه الطفل بشكل غير مباشر. فالمكان والأدوات التعليمية تعزز تجربة التعلم وتساعد الطفل على استكشاف المعرفة بطرق ملهمة.
- دور المعلم يتمثل في عدم التدخل المباشر، بل يقوم بالإرشاد والتوجيه نحو مسار التعلم. يشجع المعلم الاستقلالية والتفكير النقدي لدى الطفل ويدعمه في اكتشاف قدراته الذاتية.
- عن طريق استخدام الأدوات التعليمية المناسبة، يتفاعل الطفل مع المعرفة بواسطة حواسه. فهذه الأدوات تمكنه من استيعاب المفاهيم والمعلومات بطرق ملموسة ومحفزة.
يحرص المنهج على الحفاظ على اهتمام الطفل من خلال تشجيعه وتزويده بمعلومات حول المفاهيم الأساسية، مما يساعده على معرفة الخطوات التالية وتحقيق التقدم في تعلمه.
"The Montessori Method" (الطريقة المونتيسوري):
يُعتبر هذا الكتاب الأساسي لماريا مونتيسوري، حيث تقدم فيه نظرياتها ومنهجيتها التعليمية وتوضح كيفية تطبيقها في المدارس والحضانات.
"The Absorbent Mind" (العقل الاستيعابي):
يتحدث هذا الكتاب عن فترة الطفولة المبكرة وقدرة الطفل على استيعاب المعرفة والتعلم بشكل طبيعي ولافت للنظر.
"The Discovery of the Child" (اكتشاف الطفل):
يركز هذا الكتاب على تجربة مونتيسوري في العمل مع الأطفال واكتشافها لقدراتهم الفريدة وطرق تعلمهم المميزة.
"Education for a New World" (التعليم من أجل عالم جديد):
يتناول هذا الكتاب دور التعليم في تشكيل وتحسين المجتمع وكيفية تطبيق منهج مونتيسوري لتحقيق ذلك.
"The Secret of Childhood" (سر الطفولة):
يستكشف هذا الكتاب أهمية فترة الطفولة في تكوين شخصية الإنسان ويسلط الضوء على أسس تربية الطفل وتطوير قدراته.

البيئة التعليمية مستوحاة من منهج مونتيسوري:
في عالم تعليمي مستوحى من منهج مونتيسوري، تتجسد رؤية فريدة تحكمها ستة ركائز أساسية: حرية الهيكلية، النظام، الواقعية (الطبيعة)، الجمال، الجو العام، وحياة المجتمع. في هذا السياق، تأخذ حجرات التدريس في نظام مونتيسوري بعين الاعتبار هذه النقاط الأساسية، وتتميز ببساطتها الفائقة، حيث يتناسب كل محتوى فيها مع مرحلة نمو الطفل. هنا لا توجد سبورة ولا كتب، فالمتعلم هو المركز وليس المعلم، وله حرية التعبير وتجسيد كافة نشاطاته.
في هذا النظام، يبدأ التعلم من سن الثالثة، حيث يتعلم الطفل الكتابة والقراءة ويتلقى جرعات من العلوم والرياضيات وفقًا لعمره العقلي وقدرته على استيعاب المفاهيم. فمبدأ التعليم في منهج مونتيسوري يعتمد على النمو العقلي للطفل، وليس مجرد العمر البيولوجي.
وقد أسست ماريا مونتيسوري مدارس للمعاقين تطبق فيها مبادئها الثورية في تربية ذوي الإعاقات العقلية. حققت هذه المدارس نجاحًا باهرًا، مما أدى إلى استشرافها الأخطاء الكبيرة في أساليب التعليم التقليدية للأطفال العاديين.
ويعود نجاح منهج مونتيسوري إلى رؤيتها المتميزة والتركيز على هدفين أساسيين. الهدف الأول هو المساعدة البيولوجية للطفل في نموه الطبيعي، بينما الهدف الثاني هو مساعدته على التكيف مع المجتمع المحيط وتدريب حواسه لتحقيق ذلك.
في منهج مونتيسوري، تُسلط الضوء على أهمية دور المعلم والمعلمة في مساعدة الطفل على استكشاف نفسه وتحديد اهتماماته وميولاته. يتمثل دورهما في إنشاء بيئة ملائمة ومتناغمة تتناسب مع احتياجات الطفل، حيث يتم توفير كل ما يحتاجه لتحقيق نموه وتطوره. إن فلسفة مونتيسوري تؤكد على أن جميع جوانب حياة الطفل يجب أن تكون مُوجَّهة ومُصمَّمة لتلبية احتياجاته وخدمته. وبفضل استمرارية هذا النهج على مدار أكثر من قرن، أثبتت طريقة مونتيسوري نجاحها وفعاليتها في تربية الأطفال حول العالم.


- استكشاف الأشياء المحيطة وفتح وإغلاق العناصر المختلفة.
- تجربة سكب المواد والماء باستخدام القمع.
- تعلم طي الملابس وفك الطي.
- التعامل بحذر مع الأشياء الهشة والقابلة للكسر.
- حمل السجادة الصغيرة ووضعها في المكان المناسب.
- طي وفك السجادة الصغيرة وترتيبها.
- حمل ووضع الكراسي في المكان المناسب.
- تلميع الأثاث والنوافذ والمرايا.
- غسل الملابس وتجفيفها.
- ترتيب السرير وجعله منظمًا.
- ترتيب السرير وجعله منظمًا.
- وضع الأواني وأدوات المطبخ في مكانها المناسب.
- فتح وإغلاق الستائر.
- ترتيب الزهور في الزهرية.
- استخدام المقص والتعامل به بأمان.
- غسل اليدين والوجه بشكل صحيح.
- تسريح وتصفيف الشعر

دعم تطبيق MyScol للمنهج المنتسوري
تم تطوير التطبيق الإلكتروني MyScol خصيصًا لمدارس مونتيسوري، وهو يوفر دعمًا متكاملاً وتتماشى مع مبادئ وطرق التعليم في المنهج. يقدم MyScol أدوات وموارد تعليمية تسهل على المعلمين والطلاب الاستفادة القصوى من التجربة التعليمية المونتيسوري.
يوفر التطبيق MyScol العديد من المزايا والامتيازات التي تدعم تنفيذ منهج مونتيسوري بشكل فعال. على سبيل المثال، يتضمن التطبيق مجموعة متنوعة من الأنشطة والمهام التفاعلية التي تعزز التعلم الفردي والتعاوني. يتيح للأطفال القيام بأنشطة مختلفة مثل ترتيب الأشكال، التعرف على الألوان، وحل الألغاز، وذلك من خلال واجهة سهلة الاستخدام وتصميم مرح.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر MyScol أدوات تقييم متقدمة تسمح للمعلمين بمتابعة تقدم الطلاب وتقييم مستوى تحصيلهم في مختلف المهارات والمفاهيم التي تغطيها المنهج. يتيح للمعلمين تتبع تطور الطلاب بشكل فردي ومنحهم التوجيه والدعم اللازمين لتحقيق نجاحهم الشخصي.
علاوة على ذلك، يتيح التطبيق للمعلمين إنشاء ملفات تعريف فردية لكل طالب تحتوي على سجل تعليمي ومعلومات شخصية وتقارير تقييمية. يمكن للمعلمين توثيق تقدم الطلاب ومشاركته مع أولياء الأمور لتعزيز التواصل والتعاون المستمر بين المدرسة والمنزل.
باستخدام MyScol، يمكن للمدارس منتسوري تعزيز التفاعل والمشاركة بين المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، وتحقيق تجربة تعليمية متكاملة وممتعة. يعزز التطبيق الابتكار والتكنولوجيا في عملية التعلم، مع الحفاظ على قيم ومبادئ منهج مونتيسوري الفريدة.
هذه المثالية مقدمة من تطبيق MyScol يوضح كيف يتماشى التطبيق مع منهج مونتيسوري ويوفر أدوات وموارد تعليمية مبتكرة لتعزيز التعلم وتحقيق النجاح الأكاديمي والشخصي للطلاب في بيئة مونتيسوري المتميزة.